الخميس، 22 يوليو 2010

كزيما الأطفال
INFANTILE ATOPIC DERMATITIS

بقلم : الدكتور فلاح الشمري - بغداد


ان اكزيما الأطفال تنتشر كثيراً خاصة في المناطق المعتدله وتزداد في الربيع والخريف حيث ان حوالي 3% من مجموع الأطفال قد يصاب بها , ويلاحظ انه في حوالي 70% من الحالات يوجد عامل وراثي في العائله لأحد انواع الحساسيه , كما ان المصاب بالاكزيما قد يكون عنده امراض اخرى للحساسيه مثل ضيق التنفس او حمى الخريف .
عادة يحدث هذا النوع من الاكزيما في الاطفال الأصحاء بين عمر 2- 6 شهور , ونادراً مايحدث قبل عمر شهرين , ولكنه قد يحدث مؤخراً , ومن الممكن ان يصيب الطفل في أي عمر , ويحدث في كلا الجنسين , الا انه اكثر قليلاً في الذكور عنه في الاناث , وعادة يشفى قبل عمر سنتين الا انه قد يستمر حتى الرابعه من العمر او حتى البلوغ , وعندما يختفي المرض فأنه لايترك أي اثر على الجلد , بل ويستطيع الطفل أخذ الطعام الذي كان يسبب له حساسية سابقاً بدون ظهور أي أعراض للاكزيما عليه .
تبدأ الاكزيما باحمرار على الوجنتين في الشهر الثالث والرابع , ثم يزداد الاحمرار على شكل بقع كبيره , وتظهر على سطحها فقاعات صغيره جداً تتمزق مؤديه الى مناطق خشنه رطبه فيها حبيبات صغيره , وقد تظهر على شكل التهاب حاد مع قشور وافرازات كثيره , وقد يمتد هذا الطفح الى الجبهه والذقن والرأس , الا ان المناطق حول الفم وحول العين تكون خاليه من المرض , كما ان الطفح قد يمتد الىاجزاء اخرى من الجسم مثل الرقبه والذراعين والفخذين . أحياناً تظهر اكزيما الاطفال على الفخذين فقط بدون اصابة الاجزاء الاخرى . يصاحب الاكزيما حكه شديده وكثرة الحك يؤدي الى حدوث مضاعفات والتهابات مؤديه الى صديد وقشور , كما ان الطفل يتضايق من كثرة الحك , فيبدو عصبياً وقلقاً ولا يرتاح في نومه خاصة اذا كانت الاكزيما عامه في جميع اجزاء الجسم حيث تكون مصحوبه كذلك باسهال وتضخم في الغدد , وتبدأ علامات الاجهاد وسوء التغذيه تظهر على الجسم . بين عمر 4 – 12 سنه تكون الاكزيما اخف حده من قبل وتختفي في بعض الفترات الا انها قد تعاود الظهور ثانيةً , وعادة تظهر في الرقبه
-2-

والمعصم وامام المرفق وتكون جافه , بها حبيبات صغيره , وقد تظهر قشور خفيفه وتكون مصحوبه بحكه شديده تؤدي الى خدوشات وتحزز في الجلد فيصبح سميكاً وخشناً .

اسبابها :
يلاحظ ان أي مؤثرات خارجيه قد تؤدي الى حدوث اكزيما في الطفل الرضيع مثل التغير المفاجئ في درجة الحراره , الرياح الشديده , الاستحمام , كثرة الاحتكاك او الدعك , الملابس الثقيله او الضيقه او الملوثه , الالتهابات الموضعيه الناتجه عن استعمال الدهانات او الزيوت الشديدة الفعاليه .
كذلك تحدث الاكزيما نتيجة حساسية لبعض انواع المأكولات خاصة للبروتينات الموجوده في الطعام او تحدث نتيجة استنشاق هواء او غبار ملوث ببعض المواد التي تسبب الحساسيه .
أكثر انواع الأطعمه التي تؤدي الى الاكزيما هي : البيض – القمح – لبن البقر- السبانغ – السمك – الموز – الطماطم .. اما المواد التي تؤدي الى الاكزيما نتيجة الاستنشاق من الجو فهي الصوف – والسجاد – الريش- الحرير – شعر القطط والكلاب – قشور الحيوان , كذلك قشور الرأس في الانسان .
عادة اذا بدأت الاكزيما في السنه الاولى من العمر فانها تكون ناتجه عن حساسيه في الطعام , اما اذا بدأت بعد السنه الثانيه فتزداد نسبة الحساسيه نتيجة الصوف والريش والشعر والصابون والزيوت .
حساسية الصوف تلاحظ دائماً في الشتاء عند استعمال الملابس الصوفيه واستعمال البطانيات وتختفي في الصيف عند ترك هذه الأقمشه .
في حساسية الريش تزداد الحساسيه في الوجه ويحدث تورم في جفون العين والوجنه والاذن والرقبه , ولذلك يجب ملاحظة مخدات الريش بالبيت فربما تكون هي العامل المسبب .
غبار البيت دائماً يحتوي على نسبه كبيره من الصوف نتيجة تنظيف البطانيات والسجاد والملابس الصوفيه .
احياناً بعد شفاء الاكزيما فانها قد تعود ثانيةً على شكل نوبات نتيجة بعض المؤثرات مثل الحراره والرطوبه او البروده , الرياح , التغير المفاجئ في الحراره , استعمال بعض الاطعمه خاصة الحاره منها , وبعض الأدويه
-3-

مثل الاسبرين والمهدئات , وكذلك استعمال الملابس الصوفيه والحريريه , كما ان الغبار والعدوى والارهاق والقلق النفسي من اهم اسباب رجوع المرض , كذلك عند تطعيم الطفل باللقاحات وعند التسنين تكون الفرصه مهيأة لرجوع المرض .
لذا فأن الاطفال المعرضين لهذه الاكزيما خاصة اذا كانت ناتجه عن الغبار او الزيوت فأننا دائماً ننصحهم بعدم اللجوء الى الاعمال الميكانيكيه التي تستعمل الزيوت او الدهون او في مصانع الاصواف والسجاد .
هناك بعض الامراض المشابهه للاكزيما والتي قد تصيب الاطفال مثل الحكه الهبريه Seborrheic dermatitis الا ان هذه تصيب الاطفال الكبار السن , ولا توجد حساسيه عائليه فيها , والجلد يكون دهنياً وتصيب الظهر والصدر والابط كذلك , ولذا يمكن تفريقها من الاكزيما , كما انه يجب تمييز اكزيما الاطفال من الحساسيه بالتلامس Contact dermatitis كأن يكون احمرار الوجه نتيجة استعمال كريم موضعي او دهان على الوجه او الرأس .

العلاج :
المهم في علاج هذه الحاله هو ان تكون نفسية الطفل والام طبيعيه حتى يتقدم العلاج بسرعه , ولذا يجب طمأنة الام بأن الطفل سيشفى تماماً ولن تترك الاكزيما أي اثر على الجلد , ولاتخف من كثرة اتساع او انتشار المرض على الجلد , وان المرض عادة ينتهي تلقائياً عند عمر سنتين وربما قبل ذلك , علاوة على ان المرض لن يؤثر على صحة الطفل او جسمه او حيويته , وبذلك تتحسن نفسية العائله وتطمئن على طفلها .

علاج المسببات :
وذلك بمنع الاسباب التي تؤدي الى حدوث الاكزيما او المؤثرات الخارجيه , وذلك بحفظ الطفل في درجة حراره واحده او متقاربه , ثم ان الملابس التي تلبس فوق الجلد مباشرة يجب ان تكون قطنيه وخفيفه بارده على الجسم.
غسل الملابس واللفائف والشراشف جيداً من أي بقايا للصابون او المواد المطهره , وعدم استعمال ملابس النايلون او التي يدخل في تركيبها البلاستيك , كذلك تغير اللفه كلما ابتلت او تلوثت .
-4-

منع استعمال الاطعمه التي ذكرناها , والتي تؤدي الى الحساسيه , وبدلاً من البيض والقمح يمكن استعمال الارز والشعير والذره , وفي حالة الغاء اللبن يستعمل ماء الفول للتغذيه .
استعمال طريقة اختيار الاغذيه عن طريق الاستبعاد Elimination diet وذلك بأن نمنع الاطعمه التي نشك انها تسبب الحساسيه للطفل كلياً , ثم ندخل ماده ماده على الاكل لرؤية تأثيرها ومعرفة الماده التي ستؤدي للحساسيه . كذلك يمكن عمل اختبارات حساسيه للجلد لمعرفة الماده المسببه وتجنبها . كما ان الاقلال من استنشاق الغبار والهواء الملوث له اثر فعال في سرعة شفاء المرض وعدم عودته , وذلك بأن تكون حجرة الطفل خاليه من السجاد ومن مخدات الريش والصوف ومن الحيوانات المألوفه , فأذا لم يستفد الطفل من ذلك كله , نضطر الى تغيير الجو كلياً حتى يتم شفائه .

علاج المرض :
الهدف من العلاج هو إزالة القشور , منع العدوى الثانويه وعلاجها , منع الحكه وتخدش الجلد , ثم علاج الجلد نفسه . نبدأ العلاج بأستعمال الكمادات الدافئه بأستعمال محلول برمنجنات البوتاسيوم المخفف او كمادات زيت الزيتون او زيت البرافين ثلاث او اربع مرات يومياً لازالة القشور وتلطيف الالتهاب .
لمنع الحكة في الاطفال يلجاء البعض الى ربط الذراعين او لبس طاقيه على الرأس حتى لا يحك رأسه الا انها عديمة الجدوى .
اذا كانت هناك التهابات ثانويه فيجب علاجها بأستعمال الدهانات المحتويه على المواد المطهره مثل نيومايسين واذا كانت الالتهابات شديده فيجب اعطاء مضادات حيويه عن طريق الفم او الحقن العضلي .
لعلاج الجلد نستعمل الدهانات الملطفه والمضاده للحكه المحتويه على مرهم زنك او المنثول , كما ان المحاليل والكريمات المحتويه على مادة الكورتيزون لها فائده كبيره في علاج اكزيما الاطفال , وهي تحدث نتيجه سريعه. كذلك يمكن استعمال مراهم الكورتيزون مع نيومايسين اذا كانت هناك أي عدوى ثانويه , كذلك استعمال الادويه المضاده للحساسيه حيث انها تفيد الحساسيه والحكه وفي نفس الوقت مهدئه للطفل مثل البولارامين.


-5-

في الحالات المستعصيه النادره نلجاء الى استعمال الكورتيزون عن طريق الفم , ولكن هذا لابد ان يكون الحل الاخير وتحت الاشراف المباشر للطبيب.

الدكتور / فلاح الشمري – بغداد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق